بسم الله الرحمن الرحيم
هل تسرق من صلاتك؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الإيمان أن تؤمن باليوم الآخر وأنه خلود إما في جنة وإما في نار. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة". ميزان وحساب ووجوه سوداء وأخرى بيضاء وتطاير صحف ومنا من يعتز ويفتخر بإمساكه صحيفته النورانية المملوءة بالحسنات في يده اليمنى حيث يقول كما علمنا الله تعالى: "هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية" . ومنا من يمسك صحيفته في شماله ويقول: "يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية". وفي ذلك اليوم يخبرنا الله تعالى بأن الإنسان يتذكر ويتعظ، ولكن هل تنفعه الموعظة بعد الإهمال والضياع ؟؟ يقول تعالى: "يومئذٍ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي" .
يا رب لا تجعلنا ممن يقول يا ليتني قدمت لحياتي بل اجعلنا من المصلين الذين يقدمون للحياة الخالدة الأبدية، يقدمون من العبادات والطاعات ما يجعلهم أهلاً لرضى الرحمن، وإلا كنا في جهنم مع إبليس وفرعون وكل من يأبى السجود لله رب العالمين. وإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوماً فقال : "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ( حجة) ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وأبيّ بن خلف.
كلنا سنقف بين يدي الرحمن فهل ستكون صلاتنا حجة لنا إذا سئلنا عنها ؟؟. يا رب أعنا حتى نصلي الصلاة التي تحبها ويحبها رسولك، ولا نكون ممن قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا :" يا رسول الله وكيف يسرقها ؟؟" قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ".
نريد الركوع حتى تشبع روحنا من قول سبحان ربي العظيم، ونريد السجود حتى تستلذ روحنا من قول سبحان ربي الأعلى. (سبحان الله أي أنزه الله من كل نقص وعيب ). ولقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الخشوع في صلاتنا حيث قال : " إن العبد إذا قام إلى الصلاة إنما هو بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، فإذا التفت يقول الله تبارك وتعالى: " إلى من تلتفت؟ إلى خير مني ؟ أقبل يا ابن آدم فأنا خير ممن تلتف إليه " .
الحمد لله أننا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وممن تشرفوا بالصلاة والوقوف بين يدي الرحمن، ولكن الحذار الحذار أن لا تعقل ما تقول في صلاتك، لأنه ورد في الخبر : ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها. وإن منا من يأخذ من صلاته ثواب نصفها، وإن البعض الآخر يأخذ ربعها، وإن منا من لا يأخذ شيئاً لأنه لا يصلي، فلا تكن هذا الذي ليس له حظ من الخير الباقي، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : " إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها ". وكان يقول: " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها" . اللهم اجعلنا من العقلاء المقبلين إليك واشغلنا بك بك عمّن سواك واغننا بالافتقار إليك ولا تفرقنا بالاستغناء عنك.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.